مراد از مشغولیت‌های اهل بهشت که در آیه 55 سوره مبارکه «یس» مذکور است، چیست؟

مراد از مشغولیت‌های اهل بهشت که در آیه 55 سوره مبارکه «یس» مذکور است، چیست؟ زیرا در بهشت نه عبادتی وجود دارد و نه وظیفه‌ی فرض و واجبی، و نه کسب و کاری و معاشی.

الجواب وهو الموفّق إلی الصواب

مراد از مشغولیت‌های اهل بهشت اینست که ایشان در لذتهای عظیمی فرو رفته و غرق نعمت، و خوشی و تفریحات می‌باشند؛ لذتهایی که هیچ چشمی نظیر آنها را ندیده و هیچ گوشی نشنیده و بر قلب هیچ بشـری خطور نکرده است.

الدلائل:

ـ في تفسیر روح المعاني:

وقوله تعالى [إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ] على تقدير كون الخطاب السابق خاصاً بالكفرة من جملة ما سيقال لهم يومئذ زيادة لحسرتهم وندامتهم فإن الأخبار يحسن حال أعدائهم أثر بيان سوء حالهم مما يزيدهم مساءة على مساءة وفي حكاية ذلك مزجرة لهؤلاء الكفرة عما هم عليه ومدعاة إلى الاقتداء بسيرة المؤمنين، وعلى تقدير كونه عاماً ابتداء كلام وأخبار لنا بما يكون في يوم القيامة إذا صار كل إلى ما أعد لهم من الثواب والعقاب، والشغل هو الشأن الذي يصد المرء ويشغله عما سواه من شؤونه لكونه أهم عنده من الكل إمّا لا يجابه كمال المسـرة أو كمال المساءة والمراد هاهنا هو الأول، وتنكيره للتعظيم كأنه شغل لا يدرك كنهه، والمراد به ما هم فيه من النعيم الذي شغلهم عن كل ما يخطر بالبال، وعن ابن عباس وابن مسعود، وقتادة هو افتضاض الأبكار وهو المروي عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه، وفي رواية أخرى عن ابن عباس ضرب الأوتار.

وقيل السماع وروي عن وكيع وعن ابن كيسان التزاور، وقيل ضيافة الله تعالى وهي يوم الجمعة في الفردوس الأعلى عند كثيب المسك وهناك يتجلى سبحانه لهم فيرونه جل شأنه جميعاً، وعن الحسن نعيم شغلهم عما فيه أهل النار من العذاب، وعن الكلبي شغلهم عن أهاليهم من أهل النار لا يذكرونهم لئلا يتنغصوا، ولعل التعميم أولى.

وليس مراد أهل هذه الأقوال بذلك حصر شغلهم فيما ذكروه فقط بل بيان أنه من جملة أشغالهم، وتخصيص كل منهم كلاً من تلك الأمور بالذكر محمول على اقتضاء مقام البيان إياه، وأفرد الشغل باعتبار أنه نعيم وهو واحد بهذا الاعتبار.([1])

ـ وفي التفسير المنير:

يخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة فيقول:

[إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون] أي إن المؤمنين الصالحين إذا نزلوا في روضات الجنات يوم القيامة، كانوا في شغل عن غيرهم، بما يتمتعون به من اللذات، والنعيم المقيم، والفوز العظيم، بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فهم في شغل عما فيه أهل النار من العذاب، وهم متنعمون متلذذون معجبون بالنعيم.([2])

ـ وفي تفسیر المراغي:

[إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ] أي إن من يدخل الجنة يتمتع بنعيمها ولذاتها، ويكون بذلك في شغل عما سواه، إذ يرى ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشـر، فأنى له أن يفكر فيما سواه؟ وهو بذلك فرح مستبشر ضحوك السن هادىء النفس، لا يرى شيئًا يغمه أو ينغّص عليه حبوره وسروره.([3])


([1]) روح المعاني/ج8/الجزء: 12/ص 33/سورة یس/تحت آیة: 55/دار الکتب العلمیة.

([2]) التفسير المنير/ج12/ص 37/سورة یس/تحت آیة: 55/امیرحمزه کتب خانه.

([3]) تفسير المراغي/ج8/ص 110/سورة الیس/تحت آیة: 55/دار الفکر.

و الله اعلم بالصّواب

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

📛 تاسو د کاپي کول اجازه نه لری!
محتوای این وب‌سایت محفوظ است. لطفاً بدون اجازه، آن را کپی نکنید.