در تفسیر آیه [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ] مرا از اول بودن چیست؟

در تفسیر آیه [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ] مرا از اول بودن چیست؟

الجواب باسم ملهم الصواب

مفسران در این مورد چند قول دارند که به شرح ذیل‌اند:

1ـ اوّلیت، به اعتبار وضع بنا است. یعنی اوّلین خانه‌ای که روی زمین به صورت خانه‌های انسانی درست شد، همچنین به این اعتبار که اولین خانه‌ای که خداوند متعال آن را بر قرار داشت و تا آخر بر قرار خواهد داشت.

2ـ اوّلیت بیت، به اعتبار برکت و هدایت است. یعنی کعبه اوّلین خانه‌ای است که موجب هدایت برای خلق الله و مظهر برکت الهی قرار گرفته است.

3ـ اوّلیت، به اعتبار زمان است. یعنی کعبه و قطعه‌ی زمینی که کعبه بر آن قرار دارد قبل از زمین خلق شده است. روایاتی حاکی است که این بقعه دو هزار سال قبل از وجود زمین خلق شده است و قبل از آن در کاینات، بالای عرش و پایین آب قرار داشت.

4ـ اوّلیت کعبه،  به اعتبار بنای فرشتگان است. یعنی اوّلین خانه‌ای که توسط فرشتگان بنا شد کعبة الله بود و این قبل از آفرینش انسان بود.

5ـ «اوّل بیتٍ» یعنی اوّلین خانه‌ای که بر روی آب وضع شده است، بیت الله است. به عبارت دیگر: زمین بر روی آب خلق شده است و اولین نقطه‌ی آن که خلق گردیده، بیت الله بوده است.

6ـ اوّلیت، به اعتبار شرف و فضل و فضلیت است(«اوّل بیتٍ» یعنی أشرف بیت، أفضل بیت)

عبارات المفسرین:

ـ فی تفسیر روح المعانی:

ثم المراد بالأوّلية، الأوّلية بحسب الزّّمان وقيل : بحسب الشرف ويؤيد الأوّل ما أخرجه الشيخان عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال : سئل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن أوّل بيت وضع للناس فقال : المسجد الحرام ثم بيت المقدّس فقيل : كم بينهما فقال : أربعون سنة وأستشكل ذلك بأن باني المسجد الحرام إبراهيم عليه السلام وباني الأقصى داؤد ثم إبنه سليمان عليهما السلام ورفع قبته ثمانية عشر ميلا وبين بناء إبراهيم وبنائهما مدة تزيد على الأربعين بأمثالها وأجيب بأن الوضع غير البناء والسؤال عن مدة ما بين وضعيهما لا عن مدة ما بين بناءيهما فيحتمل أن واضع الأقصى بعض الأنبياء قبل داؤد وإبنه عليهما السلام ثم بنياه بعد ذلك ولا بد من هذا التأويل قاله الطحاوي وأجاب بعضهم على تقدير أن يراد من الوضع البناء بأن باني المسجد الحرام والمسجد الأقصى هو إبراهيم عليه السلام وأنه بنى الأقصى بعد أربعين سنة من بنائه المسجد الحرام وأدعى فهم ذلك من الحديث فتدبر

وورد في بعض الآثار أن أول من بنى البيت الملائكة وقد بنوه قبل آدم عليه السلام بألفي عام وعن مجاهد وقتادة والسدي ما يويد ذلك وحكى أن بناء الملائكة له كان من ياقوتة حمراء ثم بناه آدم ثم شيت ثم إبراهيم ثم العمالقة ثم جرهم ثم قصي ثم قريش ثم عبدالله بن الزبير ثم الحجاج وأستمر بناء الحجاج إلى الآن إلا في الميزاب والباب والعتبة ووقع الترميم في الجدار والسقف غير مرة وجدد فيه الرخام وقيل : إنه نزل مع آدم من الجنة ثم رفع بعد موته إلى السماء وقيل : بنى قبله ورفع في الطوفان إلى السماء السابعة وقيل : الرابعة وذهب أكثر أهل الأخبار أن الأرض دحيت من تحته وقد أسلفنا لك ما ينفعك هنا فتذكر مباركا أي كثير الخير لما أنه يضاعف فيه ثواب العبادة قاله إبن عباس وقيل : لأنه يغفر فيه الذنوب لمن حجه وطاف به وأعتكف عنده.([1])

ـ وفی اللباب فی علوم الکتاب:

قوله تعالى :[ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ ] يحتمل أن يكون المراد : أنه أول في الموضع والبناء ، وأن يكون أولاً في كونه مباركاً وهُدًى ، وفيه قولان للمفسرين .

فعلى الأول فيه أقوال :

أحدها: روى الواحدي في البسيط عن مجاهد أنه قال: خلق الله البيت قبل أن يخلقَ شيئاً من الأرضين.

وفي رواية: ” خَلَقَ اللهُ مَوْضِعَ هَذَا البَيْتِ قَبْلَ أنْ يَخْلُق شَيْئاً مِنَ الأرضِينَ بِألْفي سَنَةٍ، وَإنَّ قَوَاعِدَه لَفِي الأرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى “. وروى النووي – في مناسكه – عن الأزْرَقِي – في كتاب مكة – عن مجاهد قال: إن هذا البيتَ أحد أربعة عشر بيتاً، في كل سماء بيتٌ، وفي كل أرض بيت، بعضهن مقابل بعض. وروى أيضاً عن علي بن الحُسَيْن بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهم – عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) – عن الله – تعالى – قال: ” إنَّ اللهَ بَعَثَ مَلاَئكةً ، فَقَالَ : ابْنُوا لِي فِي الأرْضِ بَيْتاً عَلَى مِثَالِ البَيْتِ المَعْمُورِ ، فبنوا له بيتاً على مثالِه، واسْمُه الضُّرَاح، وَأمَرَ اللهُ مَنْ فِي الأرْضِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ – الَّذِينَ هُمْ سُكَّانُ الأرْضِ – أنْ يَطُوفُوا بِهِ كَمَا يَطُوفُ أهْلُ السَّمَاءِ بِالْبَيْتِ المَعْمُورِ وَهَذَا كَانَ قَبْلَ خَلْقِ آدَمَ بِألفَيْ عَامٍ وَكَانُوا يَحُجُّونَهُ، فَلَمَّا حَجَّه آدَمُ، قَالَتِ المَلاَئِكَةُ: بَرَّ حَجُّك، حَجَجْنَا هَذَا البَيْتَ قَبْلَكَ بِألْفَي عَامٍ ” ورُوِي عن عبد الله بن عمر ومجاهد و السُّدِّيّ: أنه أول بيت وُضِعَ على وجه الماء، عند خلق الأرض والسماء، وقد خلقه الله قبل خلق الأرض بألفي عام، وكان زَبَدَةً بيضاء على الماء، ثم دُحِيَت الأرض من تحته.

قال القفال في تفسيره: روى حَبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس، قال، وُجِدَ في كتاب – في المقام ، أو تحت المقام – أنا الله، ذو بكَّةَ، وضعتُها يومَ وضعتُ الشمسَ والقمرَ، وحرَّمْتُها يوم وَضَعْتُ هذين الحجرَيْن وحفَفْتُها بسبعة أملاك حُنَفَاء.

روي: أن آدم لما أهْبِط إلى الأرض شكا الوحشةَ، فأمره الله – تعالى – ببناء الكعبةِ، وطاف بها وبقي ذلك إلى زمان نوح (صلى الله عليه وسلم) فَلَمَّا أرسلَ اللهُ الطوفانَ، رفع البيت إلى السماء السابعة – حيال الكعبة – تتعبد عنده الملائكة، يدخله كلَّ يوم سبعون ألف مَلَك، سوى مَنْ دخل قبلُ فيه، ثم بعد الطوفان اندرس موضعُ الكعبةِ، وبقي مُخْتَفِياً إلى أن بعث الله جبريلَ إلى إبراهيم، ودلَّه على مكان البيت، وأمره بعمارته.

قال القاضي: القول بأنه رُفِع – زمانَ الطوفان – إلى السماء بعيد ؛ لأن موضِعَ التشريف هو تلك الجهة المعينة، والجهة لا يمكن رفعها إلى السماء، ألا ترى أن الكعبة لو انهدمت – والعياذ بالله – ونُقِلت الحجارة بعد الانهدام، ويجب على كل مسلم أن يُصَلِّيَ إلى تلك الجهةِ بعينها، وإذا كان كذلك، فلا فائدة في رفع تلك الجدرانِ إلى السماء.

انتهى.

فدلت هذه الأقوال المتقدمة على أن الكعبة ، كانت موجودةً في زمان آدم – عليه السلام – ويؤيده أن الصلوات كانت لازمةً في جميع أديان الأنبياء ، لقوله : أولئك الذين أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَ انِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً [ مريم : 58 ].

ولما كانوا يسجدون لله ، فالسجود لا بد له من قِبْلَةٍ ، فلو كانت قبلة شيث وإدريس ونوح موضعاً آخر سوى القبلة لبطل قوله : [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ]، فدلَّ ذلك على أن قبلةَ أولئك الأنبياء هي الكعبةُ . القول الثاني: أنَّ المرادَ بالأوليَّةِ : كونه مباركاً وهدًى ، قالوا: لأنه رُوِي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) سُئِلَ عن أول مسجد وُضِعَ للنَّاس، فقال: ” المَسْجِدُ الحَرَامُ ، ثُمَّ بَيْتُ المَقْدسِ ، فَقِيلَ : كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قال: أرْبَعُونَ سَنَةً، وأينما أدْرَكَتْك الصلاةُ فَصَلِّ فهو مسجدٌ ” وعن علي: أن رجلاً قال له: هو أول بيتٍ؟ قال: لا، كان قبلَه بيوتٌ، أول بيت وُضِعَ للناس، مباركاً، فيه الهُدَى والرحمةُ والبركةُ، أول مَنْ بناه إبراهيم، ثم بتاه قوم من العرب من جُرْهُم، ثم هُدِم فبنته العمالقةُ، وهم ملوك من أولاد عمليق بن سام بن نوح، ثم هدم فبناه قريش. ودلالة الآية على الأولية في الشرف أمر لا بد منه؛ لأن المقصود الأصلي من هذه الأولية ترجيحه على بيت المقدس، وهذا إنما يتم بالأوليةِ في الفضيلةِ والشرفِ، ولا تأثيرَ للأوليَّة في البناء في هذا المقصودِ، إلا أن ثبوتَ الأوليةِ بسبب الفضيلةِ لا ينافي ثبوتَ الأولية في البناء.([2])


([1]) روح المعانی فی تفسیرالقرآن العظیم والسبع المثانی/ج2/ص221/رقم الآیة: 96، سورة آل عمران/دارالکتب العلمیة، بیروت: الطبعة الثانیة.

([2]) اللُّباب فی علوم الکتاب/ج5/ص399/رقم الآیة: 96، سورة آل عمران/بیروت: دارالکتب العلمیة.

و الله اعلم بالصّواب

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

📛 تاسو د کاپي کول اجازه نه لری!
محتوای این وب‌سایت محفوظ است. لطفاً بدون اجازه، آن را کپی نکنید.